أعربت الرباعية الدولية التي تضم “بعثة الاتحاد الأفريقي في جنوب السودان، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية- إيقاد- وبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، ومفوضية المراقبة والتقييم المشتركة المُنشطة”، عن قلقها المتزايد إزاء التدهور السريع للوضع السياسي والأمني في جميع أنحاء جنوب السودان.
ودعت الرباعية قادة البلاد إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية والعودة إلى الحوار من أجل دفع التنفيذ الشامل لاتفاقية السلام المُنشطة لحل النزاع في جمهورية جنوب السودان.
وأشارت الرباعية في بيان حصل عليه راديو تمازج، إلى أن الهجمات الجوية والبرية المستمرة تؤدي إلى خسائر مُفزعة في الأرواح والممتلكات ونزوح المدنيين، بالتزامن مع تصاعد الخطاب العرقي التحريضي وخطاب الكراهية. كما أكدت أن استهداف المرافق الإنسانية أمر غير مقبول، ويجب أن يتوقف.
وشددت على أن هذه التصعيدات تقوض بسرعة ثقة المجتمعات وشركاء السلام في صدق وعد الأطراف بعدم إعادة البلاد إلى الحرب.
في هذا السياق المعقد، أشادت الرباعية بالزيارة المشتركة رفيعة المستوى الأخيرة إلى جنوب السودان من قبل الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية- إيقاد- وأكدت أن مشاركتهما المستمرة لا تعيد فقط تأكيد التضامن الإقليمي والقاري لدعم السلام والاستقرار الدائمين في جنوب السودان، بل تؤكد على نحو حاسم على الحاجة الملحة إلى عمل جماعي لمعالجة الأزمة المتصاعدة.
كما أعربت الرباعية عن تقديرها لوزارة الخارجية والتعاون الدولي لبدء وتسهيل هذه الزيارة، التي تأمل أن تؤدي إلى نتائج تعطي الأولوية للسلام.
وحثت الرباعية، آلية مراقبة وقف إطلاق النار وترتيبات الأمن الانتقالية، على إجراء تحقيق سريع وشامل والتحقق من أعمال العنف الأخيرة وتقديم تقارير بشأنها.
وأكدت ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الأحداث لاستعادة ثقة المواطنين ومنع تكرار مثل هذه الحوادث. ودعت جميع أصحاب المصلحة في جنوب السودان إلى التعاون الكامل مع الآلية الأمنية لمراقبة وقف إطلاق النار، في تسهيل تحقيقات نزيهة وشاملة.
وأكدت الرباعية بشدة أنه لا يوجد حل عسكري للنزاع في هذا البلد، وشجعت القيادة على إعادة الالتزام بنهج شفاف وقائم على الإجماع والتعاون لتحقيق سلام دائم. ودعت إلى تنشيط عملية تنفيذ السلام المتعثرة بشكل واضح من خلال معالجة جميع المظالم عبر حوار سياسي شامل.
وأوضحت أن ذلك يمكن تحقيقه من خلال إطلاق سراح النائب الأول للرئيس ومسؤولي وأعضاء الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة المحتجزين حاليا، وتهيئة بيئة مواتية لإعادة تجميع وتمويل المؤسسات والآليات الشاملة المنصوص عليها في اتفاقية السلام المُنشطة.
وشددت على ضرورة التزام مختلف المؤسسات والآليات بنص وروح اتفاقية السلام المُنشطة من خلال اتخاذ إجراءات لإكمال المعايير المتبقية.
وأكدت الرباعية أن هذه الخطوات ضرورية إذا كان لجنوب السودان أن يجري انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية في نهاية الفترة الانتقالية الممددة.
وأعربت الرباعية ( AUMISS و IGAD و UNMISS و RJMEC) في ختام البيان، عن تفاؤلها بأن قادة جنوب السودان سيستحضرون الحس المشترك الذي وحدّهم خلال كفاحهم من أجل الاستقلال، ويتغلبون على انعدام الثقة والتحديات الحالية، ويعملون مجددا على نحو مشترك لتحقيق انتقال سلمي.
