ضحايا الصراع.. تلاميذ مُندري الشرقية يتغيبون عن امتحاناتهم وسط موجة من العنف وتدهور الطرق

كشفت مصادر تعليمية ومجتمعية في مقاطعة مُندري الشرقية بولاية غرب الاستوائية بجنوب السودان، عن تعذّر وصول عدد من طلاب المرحلة الابتدائية إلى مراكز الامتحانات، مما أدى إلى حرمانهم من إجراء امتحانات شهادة إتمام المرحلة الابتدائية، ويأتي ذلك في ظل تفاقم انعدام الأمن وتضرر البنية التحتية الرئيسية.

وبدأت الامتحانات الوطنية اليوم الاثنين، مع تسجيل أكثر من 84 ألف تلميذ لإجراء امتحان شهادة التعليم الابتدائي في جميع أنحاء البلاد.

في مُندري الشرقية، أفادت مصادر مجتمعية لراديو تمازج بأن انعدام الأمن والمضايقات والجسور المدمرة منعت الأطفال من الوصول إلى مراكز الامتحانات.

ووفقاً لسكان محليين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، فقد أثر الوضع إلى حد بعيد على الحضور، ففي منطقة “لاكَمادي”، سجل 29 تلميذاً لإجراء الامتحانات في مدينة مُندري، لكن 19 فقط وصلوا. وفي موقع آخر هو “تيقي”، وصل 11 تلميذاً فقط من أصل 18 تلميذاً مسجلاً إلى المركز.

وقالت أحد أفراد المجتمع، نيانراقو جوني، لراديو تمازج إن أربعة تلاميذ، من بينهم فتاة تدعى ميري، قُتلوا في أعمال العنف الأخيرة. وأضافت أن عائلات أخرى فرت إلى الأحراش بسبب التهديدات والتخويف، والتي زعمت أن أفراد الجيش الحكومي هم من قاموا بها.

وأضافت “بالقرب من فاراقوسيكا، أُغلقت مدرسة بسبب انعدام الأمن، ولن يتمكن أي من التلاميذ هناك من إجراء امتحانات الشهادة الابتدائية هذا العام”.

وأكد محافظ المقاطعة، جون هنري، أن التلاميذ النازحين في عدة مناطق يواجهون تحديات، وذكر أن الجسور التي تربط مناطق أمادي وكاديبا ولاكمادي قد دمرت على يد المتمردين، مما حد من إمكانية الوصول.

وقال “كان من المتوقع أن يجلس حوالي 77 تلميذاً للامتحانات، لكن الكثيرين، فاتهموا الفرصة بالفعل بسبب انعدام الأمن”.

كما تطرق إلى التقارير التي تفيد بمنع المنظمات الإنسانية من إجراء تقييم في المنطقة، نافياً أنه رفض وصولهم.

وتابع “لم أمنع الشركاء في المجال الإنساني من الذهاب إلى المنطقة، لكن الجسر المدمّر والأمطار الغزيرة وسوء حالة الطرق جعلت الأمر محفوفاً بالمخاطر للغاية”.

وقد أثار الوضع قلق مجموعات المجتمع المدني.

ودعت الناشطة أوديت ميواي، الحكومة إلى التدخل لتوفير السلامة والاستقرار، حتى يتمكن التلاميذ من الحصول على التعليم “براحة بال”.

حاول راديو تمازج الاتصال بلجنة الإغاثة وإعادة التأهيل والشرطة في ولاية غرب الاستوائية للتعليق، لكن محاولاته باءت بالفشل.

وشهدت منطقة مُندري الكبرى مؤخراً اشتباكات بين الجيش والقوة المشتركة لجبهة الخلاص الوطني المتمردة والجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة.