تقرير أممي يكشف: خطر المجاعة يهدد الناصر وفانقاك.. وأكثر من مليوني طفل بحاجة لعلاج سوء التغذية

كشف أحدث تقرير لتصنيف مراحل الأمن الغذائي المتكامل IPC التابع للأمم المتحدة، والصادر يوم الثلاثاء، أن انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في جنوب السودان لا يزال مرتفعاً للغاية، مدفوعاً بشكل رئيسي بـالصراع المحلي وتوسع حالة انعدام الأمن المدني التي أدت إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان، بالإضافة إلى الفيضانات واسعة النطاق التي لا تزال تعطل سُبل العيش والإنتاج الزراعي.

ووفقاً لتقرير IPC، فإن التدفق المستمر للاجئين والمواطنين العائدين من السودان يزيد الضغط على الأسواق والخدمات والموارد الهشة أصلاً، وذلك في خضم أزمة اقتصادية طويلة الأمد أدت إلى إضعاف قدرة الأسر على التكيف وقوتها الشرائية إلى حد بعيد. كما أن تفشي الأمراض، ومحدودية الوصول إلى الخدمات الصحية، وسوء حالة المياه والصرف الصحي والنظافة WASH تضاعف من تفاقم وضع سوء التغذية الحرج بالفعل.

وحذرت الأمم المتحدة من أن أزمة الغذاء والتغذية الحادة ستتدهور أكثر ما لم تُتَّخَذ إجراءات إنسانية عاجلة.

وجاء في تقرير الذي اطلع عليه راديو تمازج أن على الرغم من حدوث انخفاض طفيف في العدد الإجمالي للأشخاص المصنفين في المرحلة الثالثة أو أعلى من انعدام الأمن الغذائي الحاد “أزمة أو أسوأ” مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ويُعزى ذلك إلى حد كبير إلى تحسن محلي في الأمن والوصول الإنساني وأنماط الفيضانات والإنتاج الزراعي، إلا أن الاتجاه الوطني يخفي تدهورات حرجة في العديد من المناطق الساخنة”.

وأضاف التقرير: “في مقاطعة الناصر، ولا سيما أجزاؤها الجنوبية على طول ممر نهر السوباط، تظل مصدر قلق رئيسي، حيث تواجه الفئات السكانية خطر المجاعة خلال فترتي التوقعات في ظل سيناريو أسوأ حالة محتمل”.

ويضيف التقرير: “خلال فترة التحليل الحالية- سبتمبر إلى نوفمبر 2025، يُقدر أن 5.97 مليون شخص (42% من السكان الذين شملهم التحليل) في جنوب السودان يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة الثالثة أو أعلى)، من بينهم حوالي 1.3 مليون شخص يواجهون ظروف الطوارئ (المرحلة الرابعة”.

وخلال هذه الفترة، وكذلك فترتا التوقعات، صُنف ما يقرب من 28 ألف شخص في المرحلة الخامسة (كارثة)، بما في ذلك 17 ألف شخص في الناصر بولاية أعالي النيل و11 ألف شخص في فانقاك بولاية جونقلي.

على الرغم من الأنماط الموسمية والإنتاجية المواتية، يظل انعدام الأمن الغذائي في جنوب السودان حرجاً. خلال فترة التوقعات الخاصة بالحصاد وما بعد الحصاد (ديسمبر 2025 إلى مارس 2026)، ومن المتوقع أن يواجه حوالي 5.86 مليون شخص (41% من السكان) ظروف المرحلة الثالثة أو أعلى (أزمة أو أسوأ. ومن المتوقع أن يتفاقم الوضع إلى حد بعيد خلال موسم العجاف (أبريل إلى يوليو 2026)، مع توقع أن يعاني 7.55 مليون شخص (53% من السكان) من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي (المرحلة الثالثة أو أعلى).

وفقاً للتقرير، من المتوقع أن يعاني 2.11 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 6 و 59 شهراً من سوء التغذية الحاد بين يوليو 2025 ويونيو 2026، ويحتاجون إلى خدمات وعلاج التغذية بشكل عاجل. وهذا مستوى مماثل لسوء التغذية الحاد الذي لوحظ خلال فترة التحليل من يوليو 2024 إلى يونيو 2025. زيادة على ذلك، من المتوقع أن تعاني حوالي 1.15 مليون امرأة حامل ومرضعة في جنوب السودان من سوء التغذية، ويحتجن إلى العلاج في الفترة نفسها، وهي زيادة طفيفة مقارنة بالعام الماضي.

تتركز حوالي 70% من حالات سوء التغذية الحاد في ولايات جونقلي، وشمال بحر الغزال، وأعالي النيل، والوحدة، وواراب. خلال فترة التوقعات الأولى (أكتوبر 2025 إلى مارس 2026)، من المتوقع أن يتدهور وضع سوء التغذية الحاد في 46 مقاطعة.

وخلال فترة التوقعات الثانية، أو موسم العجاف (أبريل إلى يونيو 2026)، من المتوقع أن تتدهور حدة سوء التغذية الحاد في 69 مقاطعة. ومن المتوقع أن يحدث تدهور إضافي إلى المرحلة الخامسة (حرجة للغاية) لأربع مقاطعات هي: أولانق، والناصر، وبالييت وأكوكا في أعالي النيل، وروبكونا في ولاية الوحدة. وهناك حاجة إلى حل عاجل وتدخلات متعددة القطاعات لإنقاذ حياة الأطفال المتضررين.

وأدرج تقرير IPC الدوافع الرئيسية لانعدام الأمن الغذائي الحاد حيث شمل “الصراع المتكرر، والنزوح والأزمة الاقتصادية والصدمات المناخية، وانعدام الأمن الغذائي”.

وفي المقابل، أدرج IPC العوامل المساهمة في سوء التغذية الحاد، وشمل ذلك “انعدام الأمن الغذائي، والممارسات السيئة لتغذية الأطفال، وتفشي الأمراض، ومحدودية الوصول إلى الخدمات الصحية، وسوء حالة المياه والصرف الصحي والنظافة”.