أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه العميق إزاء “قائمة طويلة من الانتهاكات” لوقف إطلاق النار واتفاقية السلام لعام 2018 في جنوب السودان، محذراً من أن النزاعات المستمرة تقوض السلام والعملية الانتخابية.
وفي بيان أُلقي خلال الاجتماع الاستثنائي الرابع لمجلس آلية مراقبة والتحقق من وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية الانتقالية (CTSAMVM) في جوبا يوم الثلاثاء، دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري للعنف. وقال لوثار ياشكه، نائب رئيس وفد الاتحاد الأوروبي لدى جنوب السودان: “لا يمكن أن يكون العنف أداة لتحقيق الأهداف السياسية. إنه لا يؤدي إلا إلى المزيد من العنف”.
ورحب البيان باستئناف اجتماعات مجلس (CTSAMVM) بعد توقف دام عدة أشهر، واصفاً إياه بأنه “خطوة مهمة” لإعادة تنفيذ اتفاقية السلام لعام 2018 إلى المسار الصحيح.
سلط ياشكه الضوء على أن تنفيذ الترتيبات الأمنية المؤقتة – وهي جزء أساسي من اتفاق السلام – يظل “ضرورياً”. وحث على إحراز تقدم في توحيد القوات وتدريبها وإعادة نشرها، واصفاً ذلك بأنه “السبيل الوحيد للمضي قدماً” لوقف “التفتت المؤسف للقوات وغياب الهياكل القيادية الواضحة”.
كما أعرب المسؤول الأوروبي عن قلقه إزاء “زيادة منع الوصول لـمراقبي (CTSAMVM)”، الذين وُصفت ولايتهم بأنها “حاسمة” لعملية السلام. وشدد بيانه على ضرورة تعاون الحكومة الكامل مع آلية المراقبة.
مع اقتراب موعد الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في ديسمبر/كانون الأول 2026، ذكر المسؤول الأوروبي أن الأمن “بالغ الأهمية” لإجراء الاقتراع.
وبينما يدعم الاتحاد الانتخابات باعتبارها “أفضل طريق للمضي قدماً في جنوب السودان”، أعرب التكتل عن قلقه بشأن “غياب الاستعدادات ونقص القرارات السياسية”.
وقال ياشكه: “لا يمكن للجنة الانتخابات الوطنية أن تفعل ذلك بمفردها، إنها تحتاج إلى توجيه سياسي، على سبيل المثال بشأن الجدول الزمني للانتخابات”.
كما أشار إلى عدم وجود خطة حكومية موعودة لتنفيذ اتفاق السلام، والتي كان من المقرر تقديمها أصلاً في سبتمبر/أيلول 2024. وقال مبعوث الاتحاد الأوروبي إن “خطة عمل واضحة ومتماسكة وشاملة” بميزانية وجدول زمني قابلين للتنفيذ تظل ضرورية.
وتتوافق تعليقات الاتحاد الأوروبي مع دعوات سابقة من شركاء دوليين، بما في ذلك مفوضية الاتحاد الأفريقي والهيئة الإقليمية (إيغاد)، لوقف إطلاق النار والعودة إلى عملية السلام. ويُذكر أن القتال بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة قد تصاعد في أجزاء مختلفة من جنوب السودان منذ بداية العام.



