أعلن وزير الصحة في إدارية منطقة أبيي الخاصة، أيوم كورشيك، عن تفشٍّ لمرض الحصبة بين اللاجئين السودانيين الوافدين إلى المنطقة، محذراً من أن سنوات الحرمان من التطعيمات تعرض آلاف الأطفال لخطر جسيم.
جاء هذا التحذير خلال حلقة نقاشية نظمتها المؤسسة الطبية الخيرية “أطباء بلا حدود” في جوبا يوم الأربعاء، حيث أوضح كورشيك أن التدفق الكبير للأشخاص الفارين من حرب السودان، التي تدخل عامها الثالث، قد أرهق الخدمات الصحية في شمال أبيي، حيث تستقر غالبية اللاجئين.
وأشار الوزير إلى أن العديد من الأطفال الوافدين لم يتلقوا أي تطعيمات على الإطلاق، مما يخلق ظروفاً مواتية لانتشار الأمراض بسرعة.
وأكد قائلاً: “هناك تفشٍ للأمراض، خاصة بين اللاجئين، وحالات الحصبة شهدت ارتفاعاً كبيراً في الأسابيع الأخيرة”.
ووفقاً كورشيك، بدأت السلطات الصحية الوطنية في توفير اللقاحات لدعم الاستجابة الطارئة، ومن المتوقع إطلاق حملة تحصين أوسع قريباً. وأشار إلى أن المنطقة سبق أن كافحت تفشياً للكوليرا، وتواجه الآن تهديدات صحية إضافية.
كما أبلغ الوزير عن ارتفاع في عدد حالات التهاب الكبد الوبائي E، واصفاً الوضع بأنه “يقتل شعبنا”. وعزا هذا الانتشار إلى النقص الحاد في المياه وغياب الشركاء العاملين في مجال المياه والصرف الصحي والنظافة في المنطقة.
وأوضح أن إمدادات الأدوية في أبيي لم تعد كافية لأن الشركاء الحكوميين والإنسانيين ما زالوا يخصصون الأدوية بناءً على أرقام سكانية قديمة. ونوّه إلى أنه منذ اندلاع النزاع في السودان، استقر العديد من العائدين واللاجئين السودانيين في أبيي، مما أدى إلى إجهاد الخدمات المحدودة أصلاً.
وزاد انعدام الأمن من تعقيد الاستجابة الصحية. وذكر الوزير أن المرافق الصحية في عدة مواقع أُجبرت على الإغلاق قبل أشهر بسبب العنف، بينما أدى القتال الأخير في المدن الحدودية السودانية مثل بابنوسة إلى تدفق أعداد كبيرة من مصابي طلقات نارية إلى أبيي.
وأضاف أنه على الرغم من هدوء الوضع في الأيام الأخيرة، إلا أن القيود المفروضة على الحركة من قبل قوات حفظ السلام التابعة لبعثة الأمم المتحدة للمنطقة الأمنية المؤقتة في أبيي لا تزال تعيق زيارات الإشراف والدعم للمرافق الصحية المتأثرة.
وقال: “لقد عرضنا وضعنا في القمة لنعكس ما نواجه في أبيي، ونأمل أن تستمر الخدمات الصحية الوطنية في دعمنا أثناء استجابتنا لهذه الأزمات”.



