جيش جنوب السودان يصدر أوامر إخلاء مع تصاعد حدة القتال في جونقلي

أمر جيش جنوب السودان المدنيين بمغادرة المناطق الخاضعة لسيطرة “الجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة” فوراً في الأجزاء الشمالية من ولاية جونقلي، وعزا ذلك إلى مخاوف أمنية في ظل تصاعد وتيرة القتال.

في بيان صادر عن القيادة العام للجيش في جوبا يوم الثلاثاء، ذكرت قوات دفاع شعب جنوب السودان، أنه يجب على المدنيين إخلاء المواقع القريبة من الثكنات العسكرية، ونقاط التجمع، ومواقع الاحتشاد، لتجنب الوقوع في شرك العمليات القتالية.

وأوضح البيان أن التوجيه ينطبق على المدنيين المقيمين في مقاطعات نيرول، وأورور، وأكوبو، وهي مناطق تقطنها أغلبية من قبيلة “لو نوير”.

وقال المتحدث باسم قوات دفاع شعب جنوب السودان، اللواء لول رواي كوانق، بأن هذا الإجراء يهدف إلى حماية المدنيين ومنع استخدامهم المزعوم “كدروع بشرية” خلال العمليات العسكرية. وأضاف أن أمر الإخلاء يهدف إلى تقليل الخسائر الجانبية خلال المراحل الحالية والمستقبلية من القتال.

وأثار هذا الإعلان قلق جماعات حقوق الإنسان؛ حيث وصف إدموند ياكاني، المدير التنفيذي لمنظمة تمكين المجتمع من أجل التقدم، أمر الإخلاء بأنه “مقلق ومزعج للغاية”، معتبراً أنه يشير إلى تجدد النهج العسكري لحل النزاعات السياسية.

وتابع: “من المحزن أن سلامة وحماية المدنيين في بعض أجزاء البلاد ليست أولوية للأطراف المتحاربة، لأنهم اختاروا النهج العسكري لحل الخلافات السياسية”.

ودعا ياكاني كلاً من الجيش الحكومي والمعارضة المسلحة إلى وقف الأعمال العدائية وتبني الحوار، بمشاركة المواطنين وأصحاب المصلحة الوطنيين وهيئات مثل “إيقاد” والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.

ويأتي أمر الجيش في ظل توترات متزايدة بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير وتلك المتحالفة مع زعيم المعارضة رياك مشار، مما يهدد اتفاق السلام الهش لعام 2018 الذي أنهى حرباً أهلية استمرت خمس سنوات.

وكما تأتي تحذيرات الجيش في أعقاب اشتباكات أُبلغ عنها مطلع هذا الأسبوع في منطقة ريانق بمقاطعة نيرول. حيث أن يوم الاثنين، نفذت القوات الحكومية غارة جوية على سوق في مدينة لانقكين الخاضعة لسيطرة المعارضة، مما أسفر عن مقتل عدد من المدنيين بحسب مصادر محلية.

وكانت قوات المعارضة قد سيطرت الأسبوع الماضي على منطقة وات، المقر الإداري لمقاطعة نيرول، بعد دحر القوات الحكومية، وهو أمر لم يعلق عليه الجيش الحكومي علناً حتى الآن.

قبل أيام حذر مسؤولون من المعارضة في جونقلي من تقدم محتمل نحو يواي، مقر مقاطعة أورور، حيث تتمركز قوات الدفاع الشعبي منذ ما قبل توقيع اتفاق السلام.

وتشهد منطقة شمال جونقلي تصعيداً حاداً في الأعمال العدائية خلال الأسابيع الأخيرة.