أطلقت مجموعة من الحقوقيين والناشطين والإعلاميين والمبدعين بدولة جنوب السودان، اليوم الأربعاء، مبادرة جديدة تهدف لمناصرة قضية الطفلة أبوك قرنق التي تعرضت للقتل والاغتصاب الأسبوع المنصرم بمدينة أويل عاصمة ولاية شمال بحر الغزال.
تهدف الحملة إلى تعديل النصوص القانونية المتعلقة بجريمة الاغتصاب في القانون الجنائي للعام 2008، بتحويلها من السجن إلى الإعدام وتعويض أسرة الضحية.
وقالت المجموعة التي أطلقت على مبادرتها اسم “جنوبيين ضد الاغتصاب” في بيانها التأسيسي اليوم بجوبا أنها: “تهدف لتحقيق العدالة للطفلة أبوك لوال وجميع ضحايا الاغتصاب في جنوب السودان، عن طريق ضمان محاكمة الأشخاص المتورطين في الجريمة الوحشية.
واشار البيان إلى انها على المدى الطويل تستهدف المبادرة تعديل نص المواد (247-248-249) من قانون العقوبات لسنة 2008 من السجن لفترة 14 عاما مع الغرامة إلى عقوبة الإعدام.
كما اقترحت المبادرة حكما بالتعويض لأسرة الضحية، باعتبار أن ذلك هو الطريق الوحيد لحماية جميع أطفال جنوب السودان من الوقوع تحت قبضة الوحوش وضعاف النفوس الذين يستغلون حالة السيولة القانونية لتحقيق مقاصدهم الدنيئة حسب البيان.
وأشارت المبادرة في بيانها إلى أنها تعمل عن طريق العون الذاتي للتواصل مع جميع الجهات المعنية والناشطين المدنيين والمؤسسات العدلية والتشريعية بالبلاد من أجل ابتدار حملة توعية بجريمة الاغتصاب وحشد المجتمع من أجل مناصرة قضية الطفلة أبوك لوال وتعديل النصوص القانونية المذكورة.
وحددت مبادرة “جنوبيين ضد الاغتصاب” جملة من الأنشطة التي قالت إنها ستستخدمها بغية تحقيق أهدافها المنشودة على المدى الطويل والقصير، مثل إقامة وقفات تضامنية وورش عمل ومحاضرات عامة وأنشطة إبداعية تهدف للتوعية بجريمة الاغتصاب والدفع باتجاه تعديل القانون الجنائي وضمان حماية أطفال جنوب السودان في المستقبل.
وأوضحت المبادرة بأنها ستقوم بإيفاد ممثلين عنها من القانونيين إلى مدينة أويل للانضمام إلى هيئة الاتهام من أجل ضمان تحقيق العدالة للطفلة أبوك لوال في الفترة المقبلة، كما ستقوم بتنظيم مسيرة سلمية لتسليم مذكرة بمقترحاتها للبرلمان القومي، بالإضافة إلى حملة شعبية لتعديل القانون ومجابهة ظاهرة الاغتصاب.
وكانت الطفلة أبوك لوال “خمس” سنوات قد تعرضت للاغتصاب والقتل بتاريخ الثالث من مايو الجاري وتم إلقاء جثتها في المرحاض بواسطة الجاني، الشيء الذي أثار موجة من الغضب بالمدينة أدت إلى خروج المواطنين في الشارع والأسواق احتجاجا على الجريمة الشنيعة والبشعة.
وينتظر أن يتم إيداع ملف القضية للمحكمة في الأيام القليلة المقبلة بعد اكتمال التحريات والتحقيقات الأولية مع المشتبه فيهم وبقية الشهود. حسب ما أعلنهة حكومة الولاية.
وتطالب العديد من منظمات المجتمع المدني والناشطين بدولة جنوب السودان بإنزال عقوبة رادعة على المتهم الذي قام باغتصاب الطفلة أبوك وقتلها ورمي جثتها في المرحاض.