Skip to main content
جوبا - جنوب السودان - ٢٣ نوفمبر ٢٠٢١

هايسوم: جنوب السودان على أعتاب أن يصبح دولة مسالمة لكن ذكرى وصدمة الصراع لا يزال عميقة

قال الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في جنوب السودان ورئيس البعثة، نيكولاس هايسوم، أن جنوب السودان على أعتاب أن يصبح دولة مسالمة ومستقرة ومزدهرة لأول مرة منذ استقلاله، لكن ذكرى وصدمة الصراع لا يزال عميقة.

وقال هايسوم لدى مخاطبته منتدى حاكم الولايات يوم الإثنين في جوبا: إن "عملية بناء الثقة ستكون ضرورية في تشكيل جبهة موحدة من أجل الاستقرار، وهذا هو أساس إعادة تصور عقد اجتماعي يمكن للناس العيش معا في وئام. لكن عندما تفتقر المؤسسات إلى الثقة الكافية، قد لا يتعاون المواطنون".

واضاف: "حيثما وجدت الثقة، يمكن للحكومات والمواطنين الانخراط معا على أجندة مشتركة".

واقر هايسوم: "الأنظمة السياسية الفعالة لا تتحقق بين عشية وضحاها. هذا يعتمد على الإرادة المستدامة والجماعية للقادة من جميع الأطراف. وأنا واثق من أن هذا المنتدى سيكون خطوة أخرى نحو جهود وطنية لإنهاء عقود من معاناة شعب جنوب السودان".

وقال هايسوم، أن منتدى حكم الولايات يوفر منصة لقادة جنوب السودان لتطوير الأولويات المشتركة لحكومة مترابطة وهادفة، حكومة ومجهزة للمضي قدما في البحث عن سلام دائم في البلاد.

وابان ان بعد تعيين حكام الولايات وأصحاب المناصب الدستورية، شرعت البعثة على الفور في سلسلة من الحوارات التفاعلية لتعزيز التماسك السياسي وبناء الثقة بين أعضاء الحكومات في الولايات.

وذكر هايسوم، أن البعثة نظمت ستة اجتماعات لقيادات في الولايات حول "بناء الثقة"، بجانب بنشر الاتفاقية المنشطة للتشجيع على وضع الأولويات الرئيسية، مبينا ان ذلك أتاحت الفرصة للحكومات الولائية في تقدير دور الوحدة.

فيما يتعلق باتفاقية السلام، قال المسؤول الأممي، إن تم إحراز تقدم جدير بالثناء، لا سيما في تنفيذ المهام المتعلقة بالحكم بموجب الفصل الأول من الاتفاقية، بجانب وقف إطلاق النار، وأن ذلك خلق بيئة مواتية نسبيا للتنفيذ الشامل لاتفاق السلام.

وأوضح أن عملية وضع الدستور الدائم جارية الآن، يمكن للشعب وقادة جنوب السودان أن يجتمعوا للاتفاق على نظام حكم دستوري شرعي وشعبي انسب للبلد".

وشجع  هايسوم، على ضرورة رؤية عملية لوضع الدستور الانتخابية المقبلة كـ معايير مهمة في المسيرة نحو السلام والاستقرار. مبينا ان على جميع الأطراف السعي لتحقيق التقدم في تنفيذ الترتيبات الأمنية كما حدث لعمليات تقاسم السلطة.

وتابع: "تشكيل القوات الموحدة ليس سوى خطوة أولية في عملية معقدة ولكنها أساسية لبناء جيش وطني يخدم مصالح الأمة - جيش يمثل رمزا ومرآة لجميع أفراده".

وطالب المسؤول الأممي، قادة جنوب السودان لمشاركة الشباب في عملية وضع الدستور الدائم، وقال: "حسب التقديرات نسبة الشباب في البلاد 70% تقل أعمارهم من 30 عاماً، لذا يجب ضمان مشاركة الشباب في عملية وضع الدستور وتنفيذ السلام، وسماع أصواتهم ومطالبهم في سبل العيش والوظائف والتعليم".

وشدد هايسوم في خطابه بإجراء إصلاحات في نظام إدارة المال العام، وتوصيل الخدمات للحكومات في الولايات والحكومات المحلية. مشيرا إلى أن أهم مجالات حاليا هو الحاجة الماسة لدعم دور حكام الولايات والمسؤولين في إدارة العنف المنتشرة بين المجتمعات المحلية.

واكد هايسوم، التزام ودعم بعثة الأمم المتحدة وشركائها من الاتحاد الأفريقي، والايقاد، والمفوضية المشتركة للمراقبة والتقييم المنشطة، والمجتمع الدولي، وقال: "إننا نقف جنبا إلى جنب مع شعب وحكومة جنوب السودان، في دعم بناء سلام من اجل بلد مستقر ومزدهر".