Skip to main content
السودان - ٢٠ يونيو ٢٠٢١

لاجئو جنوب السودان: تحديات التعليم والمستقبل المجهول للاطفال في السودان

أكثر من "861" لاجئ من جنوب السودان، يعيشون في السودان، حيث يحتل السودان المرتبة الثانية بعد أوغندا من حيث عدد اللاجئين، وفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

الاحتياجات التعليمية والصحية والإنسانية في مخيمات اللاجئين، المتمثلة في عدم توافر مياه الشرب، ونقص فرص العمل لقاء أجر، والقيود على الحركة، وعدم كفاية الغذاء وفرص التعليم، تشكل عقبة أمام اللاجئين.

حيث تواجه المعلمين والتلاميذ ظروفاً سيئة، ولا يجد بعض الأطفال فرص التعليم، والمعلمون يكافحون، من أجل الحصول على فرص البقاء، خاصةً مع الراتب الشهري التي لا تصل إلى 10 دولار أمريكي.

أكثر من "تسعة" أشهر لم يصرف المعلمين رواتبهم، يقول فولينو أكانج دينق، رئيس لجنة اللاجئين في مخيمات اللاجئين في السودان لقضايا التعليم، مبيناً أن المشكلة ترجع إلى مُطالب المعلمين بزيادة الرواتب نسبة للأزمة الإقتصادية.

وقال أكانج، لراديو تمازُج، إن وزارة التربية بولاية النيل الأبيض ومفوضية شؤون اللاجئين بالولاية، أصبحت لا تقوم بواجب تقديم خدمات التعليم والصحة،  للاجئين في مخيمات النيل الأبيض.

وأضاف: "قبل خمسة شهور سافر لجنة المعلمين إلى الخرطوم، وأجرينا مقابلات مع المنظمات الإنسانية والحكومة الإتحادية، ورفعنا الشكوى، ووزارة التعليم الاتحادي أصدر امراً إدارياً بمعاملة معلموا جنوب السودان اللاجئين، معاملة السودانيين، لكن الوزارة بولاية النيل الابيض، هنا ترفض تطبيق القرار".

وقال أكانج، إن مطالبهم فقط تتمثل في زيادة رواتب المعلمين والترقيات، قائلاً: "المفوضية هي التي تدفع الرواتب، وتقوم الوزارة باستلامها من ثم صرف المعلمين، في كشوفات عادية لا تثبت حقيقة الوثائق القانونية، وعندما طالبنا بالزيادة والكشف عن المستندات الحقيقة رفضت الوزارة والمفوضية".

وأضاف: "أنا حالياً أتحدث معك داخل الادارة القانونية في كوستي، لفتح بلاغ ضد المفوضية، لان راتب المعلم ألفين جنيه سوداني ونرفض هذا المبلغ".

بحسب أكانج، يدرس في مخيمات اللاجئين بولاية النيل الأبيض، "408" معلم، في 16 مدرسة أساس، و7 مدرسة ثانوي، لكن هذا العدد غير كافي نسبة الازدحام في الفصول الدراسية التي تصل إلى 200 تلميذ وتلميذة فى الفصل الواحد بحسب حديثه.

يقول الامم المتحدة، أن من بين اللاجئين الذين تُعنى بهم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والبالغ عددهم 19.9 مليون شخص، هناك 7.4 مليون لاجئ في سن الدراسة. ويعتبر حصول هؤلاء على التعليم محدوداً، حيث لا يستطيع سوى 4 مليون لاجئ الذهاب إلى المدرسة.

في مخيمات النيل الأبيض السودانية، معظم الأطفال خارج فصول الدراسة، هكذا بدأ اللاجئ ايمانويل شول، حديثه لراديو تمازٌج، ويقول: "هناك تشرد للأطفال بسبب غياب فرص التعليم، وحتى التعليم المتوفر في هي متدهورة للعديد من المشاكل التي تواجه الأسر اللاجئة في السودان".

وقال المعلم أشويل اروب أوتونق، سكرتير التعليم في مخيمات النيل الأبيض لراديو تمازُج: "نعاني من مشاكل عديدة في مجال التعليم، الأطفال مستقبلهم مجهولة ونريد أن نصنع لهم المستقبل بفتح مدارس لمحو الأمية لمن هم خارج فصول الدراسة".

وأضاف: "في النيل الأبيض الأسر اللاجئة غير قادرين على تكاليف التعليم في المدارس الخاصة، مثلاً، الناظر المسؤول عن مجتمع قبيلة الشلك هنا، له 7 أبناء، وهو غير قادر على إدخالهم إلى المدرسة، ناهيك من بعض الأسر، وهذا من ضمن تحديات التعليم".

يرى أروب، في حديثه لراديو تمازُج، أن هناك لعبة، بشأن قضايا التعليم بين الوزارة والمفوضية، قائلا: "هناك أمر غير واضح بين الوزارة والمفوضية بشأن قضايا تعليم اللاجئين".

وتابع: "لا يوجد التعليم هنا، تحدثنا مع المفوضية لفتح مدارس مجتمعية لمحو الأمية، للأطفال الذين خارج الفصول الدراسية لكن الوزارة رفضت الفكرة".

وبحسب احصائيات منظمة "اليونسيف" في السودان، يحتاج نحو 60.000 طفل في سن الدراسة إلى دعم تعليمي، وان العدد الذي تمدّه اليونيسف بالدعم حالياً هو 10.000 طفل.

حياة المعلم في المخيمات:

يقول فولينو أكانج، أن أوضاع المعيشة في المخيمات صعبة للغاية، خاصةً مع الأزمة الإقتصادية التي تواجه السودان، وهذا تنطبق على المعلمين ايضاً، وزاد: "بعض المعلمين يذهبون للعمل في الأعمال الحرة الشاقة، للحصول على المال يومياً، لأن الحصص الغذائية الذي يقدمها المنظمات الإنسانية، عبارة عن، العدس، والزيت ، وملح، والذرة، مقابل 4 شخص للجوال 50 كيلو شهريا".

ويشير أكانج، أن أبرز التحديات التي تواجه المعلمين، هو غياب فرص التدريب، الكتاب المدرسي، والتهديدات الأمنية من قبل جهات حكومية لأفراد اللجنة أثناء المطالبة بتحسين أوضاع المعلم.

وتابع: "عقدنا عدة اجتماعات مع المنظمة المسؤولة عن التعليم والحكومة ولم نصل إلى الحل، لكننا على الصبر لاننا نقوم بتدريس أطفالنا، وإذا علمنا طفل واحد أفضل من أن يكونوا جميعاً بلا مستقبل".

وينتقد أكانج، غياب دور المفوضية، قائلاً: "لا يوجد دور للمفوضية، لطلاب الشهادة الثانوية، فقط يقومون بتوفير المواصلات أثناء فترة الإمتحانات، وقد حدث حالات التسمم للطلاب الشهادة العام الماضي بسبب الأكل في كوستي".

ويطالب اكانج، المنظمات الدولية الأخرى، بالتدخل وتولي مسؤولية التعليم من مفوضية السامية لشؤون اللاجئين، لقصورها في تقديم خدمات افضل اللاجئين الجنوب سودانيين في مخيمات النيل الأبيض الـ "9". في محلية السلام والجبلين.

وقال أروب، سكرتير التعليم في حديثه لراديو تمازُج، أن نسبة للوضع الإقتصادي وتأخر الرواتب لـ "تسعة" أشهر، يعتمد المعلمين على قطع الخشب وأعمال الحرة الأخرى لاستمرار الحياة، وزاد: "الوضع الذي نعيشه صعبة للغاية، بتالي سوف نستمر في مخاطبة قضايا المعلمين لأنهم صابرين، رغم أنهم غير قادرين على توفير النقود لشراء الصابون والاكل والعلاج، وصحة المعلم متدهورة". 

رد وزارة التربية بولاية النيل الأبيض

 وقالت وزارة التربية بولاية النيل الأبيض، أن رواتب المعلمين، العاملين في مخيمات اللاجئين، ليس من اختصاص الوزارة، لأنهم متطوعين وان الجهة التي تدفع الرواتب هي مفوضية السامية لشؤون اللاجئين. 

وأوضحت وزيرة التربية وداد محمد الحسن، لراديو تمازُج، إنها طالبت بضرورة زيادة رواتب المعلمين الجنوب سودانيين في مخيمات اللجوء، بالولاية. 

وأضافت: "طالبت المفوضية عدة مرات بضرورة زيادة مرتبات المعلمين بالمخيمات، ضمانا لاستقرار التعليم فيها". 

وقالت الوزيرة، من ضمن التحديات التي تواجه اللاجئين هو أن أغلب المدارس بالمخيمات، تصنف على أنها مدارس خاصة، وتعمل بمنهج اللغة الإنجليزية، وطالبت بتصنيف هذه المدارس أنها مدارس اللاجئين حتى لا يتم فرض رسوم باهظة على التلاميذ".

ونفت وزيرة التربية، تسلم الوزارة أي منشور من الوزارة الاتحادية، يفيد بمعاملة المعلمين الجنوب سودانيين، مثل المعلمين السودانيين، لكن راديو تمازُج، أطلعت على مستند تفيد بذلك، وهذا ما أكده رئيس لجنة التعليم فولينو اكانج في حديثه لراديو تمازُج ايضاً.

رد مفوضية شؤون اللاجئين

من أجل الرد على تصريحات المعلمين، ووزارة التربية بالنيل الأبيض، رفض مسؤول التعليم بمفوضية شؤون اللاجئين بولاية النيل الأبيض التعليق لراديو تمازج، حول قضية مرتبات المعلمين، وقال: "لا أمتلك تفويض بالحديث لوسائل الإعلام والصحافة".

ويعتبر اللاجئون من جنوب السودان أكبر مجموعة من اللاجئين في إفريقيا. فقد اضطر نحو 2.2 مليون شخص للفرار، أغلبيتهم  83%  من النساء والأطفال. بجانب مليونا شخص إضافي داخل البلاد.

وتقول منظمقة "اليونسيف" أن التعليم يحمي الأطفال والشباب اللاجئين من التجنيد القسري في الجماعات المسلحة وعمالة الأطفال والاستغلال الجنسي وزواج الأطفال، كما يعزز من صمود المجتمع. لكن أطفال جنوب السودان اللاجئين يفتقدون التعليم برغم من جهود المنظمات وحكومة السودان، لتوفير ذلك.