Skip to main content
جونقلي - جنوب السودان - ٣ مارس ٢٠٢٠

جنرال يعتمد على الزراعة لتوفير متطلبات أسرته بجونقلي

بعد أكثر من عشرين عاماً يعود  جونسون ميان مجدداً إلى مهنة هجرها بسبب الحرب ، عندما اندلاع القتال في جنوب السودان ، حيث ترك الزراعة وإنضم إلى حركة التمرد في الجنوب.

في قريته الصغيرة بولاية جونقلي بدأ العميد في الجيش الحكومي "جونسون ميان" ، الزراعة وهو في عمر الثامن عشر ، لكن بعد ثلاث سنوات فقط ، أجبر على ترك مزرعته عندما اندلعت الحرب وبقى بعيداً عن الزراعة وهو في صفوف التمرد.

يتقن السكان المحليين في جنوب السودان حرفة الزراعة التقليدية بزراعة "الذرة الشامية ، والرفيعة" بجانب رعي الأبقار ، وترتبط مهنة الزراعة أحياناً بمن لم يحصلوا على فرص التعليم ، وينظرون إليها على أنها مهنة لغير المتعلمين برغم من تطور أساليب الزراعة الحديثة.

بعد ثلاث سنوات من توقيع إتفاق السلام الشامل عام 2005 ، عاد الجنرال ميان البالغ من العمر حالياً 58 عاماً ، إلى مهنته القديمة ، متجاهلاً  رتبته العسكرية في صفوف الجيش الحكومي ، كونه "ضابطاً برتبة العميد".

يقول ميون في حديثه لراديو تمازُج ، "عندما عدتُ إلى منزلي عقب التوقيع على إتفاق السلام عام 2005 ، لم يكن أمامي خلاف مواصلة خدمة الوطن في الجيش والعودة إلى الزراعة".

الجنرال ميان لا يشعر بالندم من "عمله كمزارع" ، بعد أن عاد إليه بعد 25 عاماً من التوقف في قرية "أريك"، حيث قام بزراعة بالفواكة. واليوم يمتلك ميان مزراعاً بمساحة "5" فدان ، مزروعة بمختلف أنواع الفواكه من "المانجو ، الجوافة والبرتقال والليمون".

تقع مزرعة ميان على بعد 7 كيلو مترات شمال مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي، بها 500 شجرة حالياً من أشجار الفواكه ، لكن المزرعة فيها ايضاً الخضروات.

الجنرال ميان يقول إنه  لا يؤمن بالخرافات المحلية في جونقلي والتي تقول "أن من يقوم بزراعة أشجار الفواكه  يموت قبل أن يحصد ثمارها" ، و يضيف" لقد تغلبت على المعتقدات التقليدية بمجرد دخولي في زراعة الفواكه وأصبحت أكسب منها رزقي اليومي.

يعتمد ميان حالياً على الزراعة لتوفير احتياجات الأسرة  من عشرة أفراد ودفع رسوم الدراسة والنفقات الأخرى ، ويقول بخصوص ذلك أنه يحصل على مبلغ يفوق راتبه الشهري من الجنيه الجنوب سوداني.

يتوقع ميان ، تحقيق ارباح مالية من مزرعته بعودة النازحين واللاجئين إلى ديارهم إذا تحقق السلام في جنوب السودان.

ويشجع الجنرال ، الشباب والخريجين الجدد على محاربة الفقر والجوع ، بالانخراط في مجال الزراعة بدلاً من الاعتماد على القطاع الحكومي للحصول على الأموال.

وبرغم المساحة الشاسع في جونقلي وخصوبة التربة الزراعية ، إلا ميان يواجه العديد من التحديات في الزراعة حيث يقف أزمة الأبقار  التي تبحث عن المراعي أزمة كبيرة ، بجانب غياب مبيدات الحشرات ، وغياب التمويل الحكومي في القطاع الزراعي.

ويناشد الجنرال، الحكومة بتوفير القروض المالية عبر البنك الزراعي لمساعدة الشباب وتوفير مدخلات الزراعة وتوفير الأمن للسكان المحليين للاستفادة من الزراعة.

ويؤمن الجنرال ميان ، بأن دولة جنوب السودان يمكن أن تكون سلة الغذاء لدول شرق افريقيا في حالة استدامة السلام ، برغم من اعتماد الناس على معونات الإغاثة منذ اندلع الحرب في جنوب السودان عام 2013.

ويتملك جنوب السودان أراضي زراعية واسعة ، لكنه يعتمد على الواردات الزراعية من يوغندا وكينيا من الفواكه والخضروات وغيرها من المواد الأساسية. وتقدر المساحة المزروعة 5% فقط من الأراضي الصالحة للزراعة.

وبحسب برنامج الغذاء العالمي ، من بين سكان جنوب السودان البالغ عددهم حوالي 11 مليون نسمة يشارك في الزراعة نحو مليون أسرة.